صدام حسين عبد المجيد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صدام حسين عبد المجيد
صدام حسين عبد المجيد التكريتي (وُلدَ في 28 ابريل، )1937في قرية العوجة التابعة لمحافظة صلاح الدين لعائلة تمتهن الزراعة. لم يعرف صدام قط والده الذي توفي قبل ولادته بخمس شهور،و والدته السيدة صبحة التي تزوجت مرتين , كما لحقه بقليل أخاه ذو الإثني عشر عاماً والذي توفي جراء إصابته بالسرطان تاركاً أمه تعاني بشدة في فترة حملها الأخيرة. ولقد حاولت إجهاض حملها وقتل نفسها وتخلت عن رعاية ابنها عند ولادته، وقام خاله، خير الله طلفاح، برعايته حينئذ.
تزوجت أم صدام، صبحة طلفاح، للمرة الثانية وأنجبت له ثلاثة أخوة، كما قام زوجها، إبراهيم الحسن،الذي هو عم صدام بمعاملة صدام معاملة جيدة عند عودته للعيش معها.
في سن العاشرة، انتقل الى العاصمة بغداد حيث قام بالعيش مع خاله والذي كان سنياً متديناً. وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياته كرئيس حين تسلموا مناصب الاستشارة والدعم لاحقاً. وحسب ما يقوله صدام، فإنه قد تعلم من خاله العديد من الدروس، وخصوصاً ذلك الدرس حينما أخبره أنه يجب أن لا يستسلم لأعدائه مهما كانت كثرتهم وقوتهم. لاحقاً وبتوجيهٍ من خاله، التحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد. وفي سن العشرين عام 1957، ارتبط صدام ببحزب البعث الثوري القومي-العربي، والتي كان خاله داعماً له.
شبابه
كان الحس الثوري القومي هو طابع تلك الفترة من الخمسينات والذي انتشر مده عبر الشرق الأوسط و العراق، وكانت قبضة النخبة على السلطة (الملكيونالمحافظون، والمؤسسات العائلية، والتجار) تخور في ظل الخطاب الناصري والذي كان ذو أثرٍ واضح على شباب البعث. وسقطت الملكية في ظل هذا الخطاب في مصروالعراقوليبيا، وقام عبد الناصر بتحدي فرنساوبريطانيا عندما أمم قناة السويس وطرح افكارا لتوحيد العرب و قام بتطوير مصر.
بعد عام من انضمام صدام لحزب Grant Ankneyمن الضباط بقيادة عبدالكريم قاسم من الإطاحة بالنظام الملكي القائم آنذاك بقيادة فيصل الثاني ملك العراق واستحوذوا على الحكم في العراق، ولم يكن البعثيون يستسيغون نظام قاسم الاشتراكي، وفي عام 1959، حاول البعثيون اغتيال رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم وباءت محاولتهم بالفشل وأصيب صدام بطلق ناري في ساقه ولاذ بالفرار الى سوريا ومنها الى القاهرة.
عام 1976 عين صدام كجنرال في قوات الجيش العراقي. وبسرعة أصبح الرجل الحكومة القوي. وأصبح الحاكم الفعلي للعراق قبل ان يصل الحكم بشكل رسمي عام 1979 بسنوات. وبدأ ببطء بتدعيم سلطته على الحكومة العراقية و حزب البعث من خلال المؤامرات و شراء الذمم و الاغتيالات . وتم إنشاء العلاقات مع أعضاء الحزب الآخرين بعناية، وبسرعة أصبح لدى صدام دائرة دعم قوية داخل الحزب.
وحيث أصبح الرئيس العراقي الضعيف والمسن أحمد حسن البكر غير قادر على القيام بمهامه أكثر وأكثر، بدأ صدام يأخذ دورا أبرز كشخصية رئيسية في الحكومة العراقية، داخليا وخارجيا. وبسرعة أصبح مهندس السياسات العراقية الخارجية ومثل العراق في جميع المواقف الدبلوماسية. وبنهاية السبعينات، ظهر صدام كحاكم العراق الفعلي بشكل لا يقبل التأويل.
عزز صدام قوته في دوله متشبعة بالتوترات السابقة. فقبل صدام بزمن، كان العراق منقسما إجتماعيا،إقتصاديا وسياسيا بين القوميين والشيوعيين والاسلاميين فيما بعد، و عمل على إنشاء حكم قائم على أرهاب الدولة و مصادرة الحريات و مطاردة و إغتيال المعارضين . صعد صدام بسرعة في درجات المناصب الحكم بدعمه لمحاولات تقوية وتوحيد حزب البعث وأخذه دورا رياديا في معالجة مشكلة العراق الإقتصادية الأساسية، والعمل على توسيع قاعدة منتسبي الحزب لاستخدامهم لاحقا كجواسيس ضد الشعب و كشرطة سرية تنقل كل صغيرة و كبيرة الى أجهزته الامنية.
تبنى صدام وبشكل مكثف تطوير العراق وتحدث إقتصاده ما يزيد من المبالغ المالية بين يديه بما يدعم سلطته إلى جانب إنشاء جهاز أمني لحماية السلطة من الداخل من الإنقلابات العسكرية والتمردات.
في مركز سياسته كان النفط العراقي. ففي 1 يونيو1972، قاد صدام عمليه مصادرة شركات النفط الغربية، والتي كانت تحتكر نفط العراق. بعدها بعام، إرتفعت أسعار النفط بشكل متزايد نتيجة أزمة البترول العالمية. وإستطاع صدام متابعة خططه الطموحة في السيطرة و حكم العراق بالنار و الحديد بعائدات النفط الكبيرة.
وبفترة لا تتجاوز العدة سنوات، قدمت الدولة بعض الخدمات الإجتماعية للعراقيين ، الأمر الغير مسبوق في دول الشرق الأوسط الأخرى. وبدأ صدام وتابع "الحملة الوطنية لإستصال الأمية" وحملة "التعليم الإلزامي المجاني في العراق" وتحت رعايته إلى حد بعيد، أنشأت الحكومة التعليم الكلي المجاني ، حتى أعلى المستويات العلمية؛ مثات الآلاف تعلموا القراءة في السنوات التي تلت إطلاق تلك البرامج. كما دعمت الحكومة عائلات الجنود، ووفرت العناية الصحية المجانية للجميع، ووفرت المعونات المالية للمزارعين. وأنشا العراق واحدة من أفضل أنظمة الصحة العامة في الشرق الأوسط، وحصل صدام على جائزة من منظمة الأمم المتحدة التعليمية، العلمية والثقافية.
رئاسة الدولة
في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، والتي هي أيضا تحت حكم حزب البعث، كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب صدام عن الساحة. ولكن وقبل حدوث ذلك، إستقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو1979. وأصبح صدام بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق.
بعد ذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعثفي 22 يوليو1979، وخلال الإجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصم هؤلاء بالخيانة وتم إقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الإجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وبعد إنتهائه من قراءة القائمة، هنأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل.
العلاقات الخارجية
سعى صدام حسين أن يلعب العراق دورا رياديا في الشرق الأوسط. فوقع العراق إتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة آلاف من الخبراء. ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978 وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وإتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب منذ ذلك الحين وحتى حرب الخليح عام 1991.
قام صدام بزيارة الىفرنسا عام 1976، مؤسسا لعلاقات إقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة هناك. قاد صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصروإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على تفاهمات مع إيران إشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم المعارضة الكردية في العراق.
أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأسمى الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي بإسم أوسيراك، إله الموت المصري القديم. وتم تدمير المفاعل بضربة جوية إسرائيلية، بحجة ان إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسلحية.
بعد المفاوضات العراقية الإيرانية وإتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، كان على العراق التعامل مع الإنفاصاليين الأكراد في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى إتفاق في 1970 مع القادة الإنفصاليين الأكراد، معطيا إياهم حكما ذاتيا، ولكن الإتفاق إنهار. وكانت النتيجة قتالا قاسيا بين الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف العراق لقرى كردية في إيران مما جعل العلاقات العراقية الإيرانية تسوء.
الحرب العراقيه الايرانيه
في 1979 قامت الثورة الإيرانية وتم الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، وتم إقامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة آية الله الخميني. تنامى تأثير التوجه الثوري الإسلامي الشيعي في المنطقة، وخاصة في الدول ذات النسب العالية من السكان الشيعة، وخاصة العراق. فخشي صدام من إنتشار الأفكار الإسلامية الراديكالية-المعادية لنظام حكمه العلماني- بين أكثرية السكان الشيعة.
كان هناك عداء مرير بين صدام والخميني منذ السبعينات. وكون الخميني كان مبعدا من إيران منذ 1964، فإنه اقام في العراق في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة. حيث أسس هناك ضمن ومع الشيعة العراقيين توجه ديني وسياسي عالمي. وتحت ضغوط من الشاه، الذي وافق على تقارب بين العراق وإيران في 1975، وافق صدام على إبعاد الخميني عام 1978.
بعد وصول الخميني للسلطة، بدأت المناوشات بين العراق و إيران الثورية لعشرة أشهر حول الأحقية بمعبر شط العرب المائي المختلف عليه، والذي يفصل بين البلدين. فإجتاح العراق إيران بالهجوم على مطار ميهراباد قرب طهران ودخل إلى المنطقة الإيرانية الغنية بالنفط خوزستان (الأهواز) في 22 سبتمبر1980. أعلن صدام خوزستان محافظة جديدة في العراق. وخلال الحرب، كانت الولايات المتحدة الامريكية والإتحاد السوفييتي وكذلك معظم الدول العربية في المنطقة تقدم الدعم لصدام.
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية حيث بدأ العراق هجوما على مناطق الثروة النفطية الإيرانية، والمسكونة بشكل كبير من العرب في خوزستان. وبعد إحراز بعض التقدم الأولي، بدأت القوات العراقية تعاني من الخسائر بسبب الموجات البشرية من إيران. وبحلول 1982 كان العراق يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب.
وبسرعة تبين للعراق انه غاص في واحدة من أطول حروب الإستنزاف وأحد أكثرها تدميرا في القرن العشرين. وخلال الحرب إستخدم العراق الأسلحة الكيماوية ضد القوات الإيرانية والإنفصاليين الأكراد. الكثير من هذه الأسلحة، بالإضافة للبرنامج النووي العراقي، كان طور بمساعدة ألمانيا.
في 16 مارس1988 حاولت القوات العراقية سحق الإنتفاضة الكردية في حملة الأنفال، وهوجمت بلدة حلبجة الكردية بخليط من الغاز السام ومؤثرات الأعصاب، مما أدى إلى مقتل ربما حوالي خمسة آلاف شخص، معظمهم من المدنيين. وإدعى العراقيون في ذلك الحين ان إيران كانت المسؤولة لذلك الهجوم وهجومات كيماوية أخرى، ولكن لم يتم إيجاد دلائل داعمة.
تواصل صدام مع الحكومات العربية الأخرى للدعم المالي والسياسي. وحصل العراق على الدعم الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان . وقال الإيرانيون ان على المجتمع الدولي ان يجبر العراق على دفع خسائر الحرب لإيران، رافضة أي إقتراح بوقف إطلاق النار. وأستمرت الحرب حتى عام 1988، ساعية لإسقاط حكومة صدام العلمانية والتحريض على ثورة شيعية في العراق.
إنتهت الحرب الدموية التي إستمرت 8 سنوات بمأزق، كان هناك مئات الألوف من الضحايا. ولعل مجموع القتلى وصل إلى 1.7 مليون فرد للطرفين. وكلا الإقتصاديين، الذان كانا قويين ومتوسعين، تحولا إلى دمار.
وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب بدين يقدر بحوالي 75 بليون دولار. مقترضا الأموال من الولايات المتحدة الأمريكية كان يجعل من العراق دولة تابعة، محرجا رجل قوي كان يسعى لتعريف وسيطرة القومية العربية. وواجه صدام الذي إقترض من الدول العربية أيضا مبالغ ضخمة من الأمول أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، حاول الحصول مرة أخرى على الدعم المالي، هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب.
تزوجت أم صدام، صبحة طلفاح، للمرة الثانية وأنجبت له ثلاثة أخوة، كما قام زوجها، إبراهيم الحسن،الذي هو عم صدام بمعاملة صدام معاملة جيدة عند عودته للعيش معها.
في سن العاشرة، انتقل الى العاصمة بغداد حيث قام بالعيش مع خاله والذي كان سنياً متديناً. وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياته كرئيس حين تسلموا مناصب الاستشارة والدعم لاحقاً. وحسب ما يقوله صدام، فإنه قد تعلم من خاله العديد من الدروس، وخصوصاً ذلك الدرس حينما أخبره أنه يجب أن لا يستسلم لأعدائه مهما كانت كثرتهم وقوتهم. لاحقاً وبتوجيهٍ من خاله، التحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد. وفي سن العشرين عام 1957، ارتبط صدام ببحزب البعث الثوري القومي-العربي، والتي كان خاله داعماً له.
شبابه
كان الحس الثوري القومي هو طابع تلك الفترة من الخمسينات والذي انتشر مده عبر الشرق الأوسط و العراق، وكانت قبضة النخبة على السلطة (الملكيونالمحافظون، والمؤسسات العائلية، والتجار) تخور في ظل الخطاب الناصري والذي كان ذو أثرٍ واضح على شباب البعث. وسقطت الملكية في ظل هذا الخطاب في مصروالعراقوليبيا، وقام عبد الناصر بتحدي فرنساوبريطانيا عندما أمم قناة السويس وطرح افكارا لتوحيد العرب و قام بتطوير مصر.
بعد عام من انضمام صدام لحزب Grant Ankneyمن الضباط بقيادة عبدالكريم قاسم من الإطاحة بالنظام الملكي القائم آنذاك بقيادة فيصل الثاني ملك العراق واستحوذوا على الحكم في العراق، ولم يكن البعثيون يستسيغون نظام قاسم الاشتراكي، وفي عام 1959، حاول البعثيون اغتيال رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم وباءت محاولتهم بالفشل وأصيب صدام بطلق ناري في ساقه ولاذ بالفرار الى سوريا ومنها الى القاهرة.
عام 1976 عين صدام كجنرال في قوات الجيش العراقي. وبسرعة أصبح الرجل الحكومة القوي. وأصبح الحاكم الفعلي للعراق قبل ان يصل الحكم بشكل رسمي عام 1979 بسنوات. وبدأ ببطء بتدعيم سلطته على الحكومة العراقية و حزب البعث من خلال المؤامرات و شراء الذمم و الاغتيالات . وتم إنشاء العلاقات مع أعضاء الحزب الآخرين بعناية، وبسرعة أصبح لدى صدام دائرة دعم قوية داخل الحزب.
وحيث أصبح الرئيس العراقي الضعيف والمسن أحمد حسن البكر غير قادر على القيام بمهامه أكثر وأكثر، بدأ صدام يأخذ دورا أبرز كشخصية رئيسية في الحكومة العراقية، داخليا وخارجيا. وبسرعة أصبح مهندس السياسات العراقية الخارجية ومثل العراق في جميع المواقف الدبلوماسية. وبنهاية السبعينات، ظهر صدام كحاكم العراق الفعلي بشكل لا يقبل التأويل.
عزز صدام قوته في دوله متشبعة بالتوترات السابقة. فقبل صدام بزمن، كان العراق منقسما إجتماعيا،إقتصاديا وسياسيا بين القوميين والشيوعيين والاسلاميين فيما بعد، و عمل على إنشاء حكم قائم على أرهاب الدولة و مصادرة الحريات و مطاردة و إغتيال المعارضين . صعد صدام بسرعة في درجات المناصب الحكم بدعمه لمحاولات تقوية وتوحيد حزب البعث وأخذه دورا رياديا في معالجة مشكلة العراق الإقتصادية الأساسية، والعمل على توسيع قاعدة منتسبي الحزب لاستخدامهم لاحقا كجواسيس ضد الشعب و كشرطة سرية تنقل كل صغيرة و كبيرة الى أجهزته الامنية.
تبنى صدام وبشكل مكثف تطوير العراق وتحدث إقتصاده ما يزيد من المبالغ المالية بين يديه بما يدعم سلطته إلى جانب إنشاء جهاز أمني لحماية السلطة من الداخل من الإنقلابات العسكرية والتمردات.
في مركز سياسته كان النفط العراقي. ففي 1 يونيو1972، قاد صدام عمليه مصادرة شركات النفط الغربية، والتي كانت تحتكر نفط العراق. بعدها بعام، إرتفعت أسعار النفط بشكل متزايد نتيجة أزمة البترول العالمية. وإستطاع صدام متابعة خططه الطموحة في السيطرة و حكم العراق بالنار و الحديد بعائدات النفط الكبيرة.
وبفترة لا تتجاوز العدة سنوات، قدمت الدولة بعض الخدمات الإجتماعية للعراقيين ، الأمر الغير مسبوق في دول الشرق الأوسط الأخرى. وبدأ صدام وتابع "الحملة الوطنية لإستصال الأمية" وحملة "التعليم الإلزامي المجاني في العراق" وتحت رعايته إلى حد بعيد، أنشأت الحكومة التعليم الكلي المجاني ، حتى أعلى المستويات العلمية؛ مثات الآلاف تعلموا القراءة في السنوات التي تلت إطلاق تلك البرامج. كما دعمت الحكومة عائلات الجنود، ووفرت العناية الصحية المجانية للجميع، ووفرت المعونات المالية للمزارعين. وأنشا العراق واحدة من أفضل أنظمة الصحة العامة في الشرق الأوسط، وحصل صدام على جائزة من منظمة الأمم المتحدة التعليمية، العلمية والثقافية.
رئاسة الدولة
في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، والتي هي أيضا تحت حكم حزب البعث، كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب صدام عن الساحة. ولكن وقبل حدوث ذلك، إستقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو1979. وأصبح صدام بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق.
بعد ذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعثفي 22 يوليو1979، وخلال الإجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصم هؤلاء بالخيانة وتم إقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الإجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وبعد إنتهائه من قراءة القائمة، هنأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل.
العلاقات الخارجية
سعى صدام حسين أن يلعب العراق دورا رياديا في الشرق الأوسط. فوقع العراق إتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة آلاف من الخبراء. ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978 وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وإتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب منذ ذلك الحين وحتى حرب الخليح عام 1991.
قام صدام بزيارة الىفرنسا عام 1976، مؤسسا لعلاقات إقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة هناك. قاد صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصروإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على تفاهمات مع إيران إشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم المعارضة الكردية في العراق.
أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأسمى الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي بإسم أوسيراك، إله الموت المصري القديم. وتم تدمير المفاعل بضربة جوية إسرائيلية، بحجة ان إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسلحية.
بعد المفاوضات العراقية الإيرانية وإتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، كان على العراق التعامل مع الإنفاصاليين الأكراد في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى إتفاق في 1970 مع القادة الإنفصاليين الأكراد، معطيا إياهم حكما ذاتيا، ولكن الإتفاق إنهار. وكانت النتيجة قتالا قاسيا بين الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف العراق لقرى كردية في إيران مما جعل العلاقات العراقية الإيرانية تسوء.
الحرب العراقيه الايرانيه
في 1979 قامت الثورة الإيرانية وتم الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، وتم إقامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة آية الله الخميني. تنامى تأثير التوجه الثوري الإسلامي الشيعي في المنطقة، وخاصة في الدول ذات النسب العالية من السكان الشيعة، وخاصة العراق. فخشي صدام من إنتشار الأفكار الإسلامية الراديكالية-المعادية لنظام حكمه العلماني- بين أكثرية السكان الشيعة.
كان هناك عداء مرير بين صدام والخميني منذ السبعينات. وكون الخميني كان مبعدا من إيران منذ 1964، فإنه اقام في العراق في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة. حيث أسس هناك ضمن ومع الشيعة العراقيين توجه ديني وسياسي عالمي. وتحت ضغوط من الشاه، الذي وافق على تقارب بين العراق وإيران في 1975، وافق صدام على إبعاد الخميني عام 1978.
بعد وصول الخميني للسلطة، بدأت المناوشات بين العراق و إيران الثورية لعشرة أشهر حول الأحقية بمعبر شط العرب المائي المختلف عليه، والذي يفصل بين البلدين. فإجتاح العراق إيران بالهجوم على مطار ميهراباد قرب طهران ودخل إلى المنطقة الإيرانية الغنية بالنفط خوزستان (الأهواز) في 22 سبتمبر1980. أعلن صدام خوزستان محافظة جديدة في العراق. وخلال الحرب، كانت الولايات المتحدة الامريكية والإتحاد السوفييتي وكذلك معظم الدول العربية في المنطقة تقدم الدعم لصدام.
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية حيث بدأ العراق هجوما على مناطق الثروة النفطية الإيرانية، والمسكونة بشكل كبير من العرب في خوزستان. وبعد إحراز بعض التقدم الأولي، بدأت القوات العراقية تعاني من الخسائر بسبب الموجات البشرية من إيران. وبحلول 1982 كان العراق يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب.
وبسرعة تبين للعراق انه غاص في واحدة من أطول حروب الإستنزاف وأحد أكثرها تدميرا في القرن العشرين. وخلال الحرب إستخدم العراق الأسلحة الكيماوية ضد القوات الإيرانية والإنفصاليين الأكراد. الكثير من هذه الأسلحة، بالإضافة للبرنامج النووي العراقي، كان طور بمساعدة ألمانيا.
في 16 مارس1988 حاولت القوات العراقية سحق الإنتفاضة الكردية في حملة الأنفال، وهوجمت بلدة حلبجة الكردية بخليط من الغاز السام ومؤثرات الأعصاب، مما أدى إلى مقتل ربما حوالي خمسة آلاف شخص، معظمهم من المدنيين. وإدعى العراقيون في ذلك الحين ان إيران كانت المسؤولة لذلك الهجوم وهجومات كيماوية أخرى، ولكن لم يتم إيجاد دلائل داعمة.
تواصل صدام مع الحكومات العربية الأخرى للدعم المالي والسياسي. وحصل العراق على الدعم الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان . وقال الإيرانيون ان على المجتمع الدولي ان يجبر العراق على دفع خسائر الحرب لإيران، رافضة أي إقتراح بوقف إطلاق النار. وأستمرت الحرب حتى عام 1988، ساعية لإسقاط حكومة صدام العلمانية والتحريض على ثورة شيعية في العراق.
إنتهت الحرب الدموية التي إستمرت 8 سنوات بمأزق، كان هناك مئات الألوف من الضحايا. ولعل مجموع القتلى وصل إلى 1.7 مليون فرد للطرفين. وكلا الإقتصاديين، الذان كانا قويين ومتوسعين، تحولا إلى دمار.
وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب بدين يقدر بحوالي 75 بليون دولار. مقترضا الأموال من الولايات المتحدة الأمريكية كان يجعل من العراق دولة تابعة، محرجا رجل قوي كان يسعى لتعريف وسيطرة القومية العربية. وواجه صدام الذي إقترض من الدول العربية أيضا مبالغ ضخمة من الأمول أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، حاول الحصول مرة أخرى على الدعم المالي، هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب.
رد: صدام حسين عبد المجيد
توتر العلاقه مع الكويت وحرب الخليج الثانيه
خرج العراق من الحرب مع إيران قوياً ولكن مستنزف الموارد وكان لا يزال أقوى دولة في المنطقة: 55 فرقة مقابل عشر فرق عام 1980 مليون جندي مدرب تدريباً جيداً 500 طائرة و5500 دبابة.
عندما بدأت الحرب كانت لديه مدخرات قدرها ثلاثون بليوناً من الدولارات. وعندما انتهت كانت ديونه قد بلغت مئة بليون دولار.
ولهذا السبب لم يترك صدام حسين مناسبة واحدة إلا واغتنمها ليقوم بابلاغ جميع زواره الأجانب الذين كان يستقبلهم في قصره الفخم وسط بغداد أنه كان خلال الأعوام الثمانية الماضية " الدرع الواقي للأخوة العرب من التهديد الفارسي " وأنه يتوقع أن تقوم " أكثر الأقطار العربية ثراء وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت بالعون والمساعدة في تسديد كامل ديوننا " .
في التاسع من آب عام 1988 ، غداة وقف إطلاق النار بين العراق وإيران أخذت الكويت قراراً بزيادة انتاجها النفطي مخالفة بذلك الاتفاقات المعقودة في اطار منظمة الأوبيك.
وقد تم التركيز الكويتي في تحقيق هذه الزيادة الانتاجية على آبار الرملية الواقعة في المنطقة الحدودية المتنازع عليها مع العراق والتي كانت موضوعاً في السابق لمناقشات دبلوماسية صاخبة.
واعتبر صدام حسين مبادرة الكويت إلى زيادة انتاجها من النفط استفزازاً وخيانة ومن شأنه أن يزيد أزمة زيادة الانتاج وانخفاض الأسعار حدة وأن يؤدي إلى انخفاض دخل العراق الذي يعتمد في 90 % من موارده على النفط بمقدار 7 بلايين دولار أو ما يساوي فوائد ديونه. وكان هذا بمثابة خنقه ببطء.
أما الاستثمارات الكويتية في الخارج فكانت تتجاوز 100 مليار دولار وتؤمن للإمارة حوالي 6 مليارات من الدولارات سنوياً، أي أكثر من عائدات البترول ذاتها.
بداية الخداع الأمريكي للعراق :
استقبل صدام حسين جون كيلي بعد ظهر الثاني عشر من فبراير 1990 وكانت المقابلة هي الأولى مع أحد الرسميين الأميركيين منذ زمن بعيد.
وبادر المبعوث الأميركي مضيفة خلال تبادل التحيات بقوله : " انتم قوة اعتدال في المنطقة وتتمنى الولايات المتحدة إقامة أوثق العلاقات مع العراق ".
لقد سرّ صدام حسين بهذا الاطراء وغمره شعور بالفخر كما قال لدى سماعه ذلك وقام بعد ساعات من المقابلة بنقل ما دار فيها إلى عدد من زعماء الدول العربية وكان أول من اتصل به هاتفياً هو الملك الأردني حسين.
وفي 15 فبراير وبعد المقابلة بثلاثة أيام بثت اذاعة " صوت أميركا " برنامجاً قالت إنه يعكس وجهة نظر الحكومة الأميركية وأهابت فيه بالرأي العام العالمي أن يتحرك ضد الدكتاتوريين الذين يحكمون في مختلف اقطار العالم. وذكرت العراق وأدانت صدام حسين بوصفه أسوأ دكتاتور في العالم.
فغضب الرئيس العراقي غضباً شديداً ولم ينفع معه الاعتذار الذي قدمته واشنطن عبر سفارتها في بغداد ورفض قبول القول بأن إذاعة " صوت أميركا " قد تعبر عن رأي يخالف الرأي الرسمي وإذ جاء هذا الحادث بعد أطراء كيلي عليه مباشرة فقد اتخذه صدام دليلاً على أن الأميركيين يقومون بلعبة مزدوجة.
ومما رسّخ قناعته هذه قيام وزارة الخارجية الأميركية يوم 21 فبراير بنشر تقرير عن حقوق الإنسان خصّت العراق بعدد من صفحاته تجاوز 12 صفحة وصفت فيها الحكومة العراقية بأنها أسوأ منتهك لحقوق الإنسان وأشارت إلى ممارسة هذه الحكومة المتكررة للتعذيب والاعدامات السريعة دون محاكمة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد لأن لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي أرادت بعد صدور هذا التقرير تبني قرار يدين " العراق لخرقه الفاضح لحقوق الإنسان " مما دفع بإدراة الرئيس بوش إلى الاحتجاج على هذه الخطوة والحؤول دون تبنيها من قبل مجلس النواب.
تحذير صدام للعرب من الهيمنة الأمريكية على المنطقة بعد تراجع النفوذ السوفيتي واقتراح بديل آخر ( الهيمنة العراقية ) :
في 23 فبراير 1990 وصل صدام إلى عمان وبقي مسار الرحلة وموعد الوصول سراً حتى اللحظة الأخيرة. فخوفاً من الاغتيال ركب طائرة خاصة بلا إشارات مميزة.
أما الطائرة التي كان يستخدمها في الرحلات الرسمية فكانت قد هبطت في عمان قبل ساعات وعلى متنها زملاؤه وحرسه.
وعندما استقبله الملك حسين كان يبدو قلقاً ومتوترا وكان قد جاء إلى عمان للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية الأولى لمجلس التعاون العربي
وفي حين أن الملك حسين كان يعلق آمالاً كبيرة على المجلس الذي كان يضم العراق والأردن ومصر واليمن فإن صدام حسين لم يكن يعيره اهتماما خاصاً.
والواقع أن لم تثر أيضاً اهتمام العرب والصحفيين الأجانب في عمان. ومما يذكر أنه لم يكن بوسع أحد عندئذ أن يتنبأ بما سيقال في الاجتماع وخصوصاً وراء الكواليس.
وألقى صدام خطاباً شديد اللهجة تنبأ فيه بأن تراجع قوة موسكو سوف يطلق يد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس القادمة على نطاق لم يسبق له مثيل.
قال: " ألا تقوم واشنطن الآن بمساعدة اليهود السوفييت على الهجرة إلى إسرائيل ؟ ألا تقوم كذلك بتسيير دورياتها في الخليج بالرغم من انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ؟ "
وقال صدام في خطابه الذي أذيع من عمان بأن دوافع أميركا واضحة. قال : " إن البلاد التي ستمارس أكبر نفوذ في المنطقة وتهيمن على الخليج وبتروله سوف توطد تفوقها كقوة عظمى لا تُنافس. وهذا يبرهن على أن أهل الخليج وسائر العرب الآخرين في غفلة عما يجري وأن المنطقة ستحكم وفقاً لمشيئة الولايات المتحدة. وستقوم هذه بتحديد سعر البترول بشكل يخدم مصالحها لا مصالح الآخرين ".
كانت رسالة صدام لزملائه واضحة وهي أن هيمنة العراق على الخليج لا هيمنة الولايات المتحدة هي التي تخدم مصالح العرب على أفضل وجه.
غضب حسني مبارك من كلام صدام :
على أن ما قاله صدام أثار غضب الرئيس المصري حسني مبارك حليف أميركا الرئيسي في المنطقة.
فالقاهرة كانت تتلقى سنوياً من واشنطن أكثر من ملياري دولار على شكل مساعدات.
واقترح صدام في خطابه أن تسحب أرصدة البترول المستثمرة في الغرب لتغيير السياسة الأميركية.
خرج مبارك الذي اعتبر هذه الكلمات هجوماً شخصيا عليه من القاعة ولحق به الوفد المصري. وقال للملك حسين الذي بدت على محياه علائم القلق كان قد تبعه بعد وقت قصير : " لا يمكن السكوت على كلام كهذا . سوف أعود إلى مصر ".
وفي محاولته تلطيف الأجواء اقترح الملك حسين تنظيم لقاء مع الرئيس العراقي لازالة سوء التفاهم.
فرفض مبارك أول الأمر هذا الاقتراح بشدة ثم عاد واقتنع بالحجج التي قدمها الملك الأردني.
وهكذا اجتمع الثلاثة مساء 24 في القصر الهاشمي حيث كان الملك حسين يقطن قبل مصرع زوجته الملكة عالية إثر حادث تحطم طائرة هليكوبتر.
كان جو اللقاء متشنجاً شديد الوطأة وبدل أن يحاول صدام حسين تهدئة الأمور أعلن مطالب محددة وتكلم بلهجة لا مجال للمسايرة فيها وأشار إلى 30 مليار دولار من الديون التي كانت العربية السعودية والكويت قد منحتها للعراق خلال الحرب مع إيران.
وقال : " إذا لم يلغوا تلك الديون ويقدموا لي 30 مليار دولار إضافية سوف أقوم بالانتقام ".
ولما استبد الغضب بمبارك قال: " إن مطالبك غير معقولة وسوف تخلق متاعب كثيرة ".
ثم خرج من الاجتماع وعاد إلى القاهرة. فاضطر الملك حسين إلى الغاء اليوم الثاني من مناقشات المجلس.
على أن خطاب صدام أثار موجة عارمة من الاعجاب والاستحسان لكنه في الوقت ذاته أثار القلق وخصوصاً في الكويت والسعودية اللتين كانتا تخشيان قيام بغداد بهجوم مباغت بالصواريخ يتبعه اجتياح شامل أو القيام بسلسلة من الأعمال الارهابية تستهدف أفراداً من الأسرتين المالكتين.
إحساس الملك حسين بالخطر من زوال ملكه من على الخارطة :
وهناك مراقب آخر للخلافات المتفاقمة داخل " الأسرة العربية " التي كان صدام كثيراً ما يشير اليها في خطاباته وأحاديثه الخاصة وهو الملك حسين ، فخلال حكمه الذي امتد 37 عاما ولفت الأنظار بضعفه من ناحية وبقدرته على البقاء من الناحية الأخرى كان اكثر إحساساً من أي شخص غيره بالمؤشرات التي تنذر بالأزمات الوشيكة.
كان يدرك أن تعرض المنطقة لهزة سياسية أخرى قد تعرض وجود بلاده ذاته للخطر.
فالأردن الذي يضم ثلاثة ملايين من السكان ـ 60 % منهم من الفلسطينيين ـ ويفتقر إلى الموارد يمكن إزالته عن الخريطة بسهولة.
وقال الملك حسين لأحد زائريه بصوت رزين لا أثر فيه للانفعال :
" إنني أشعر بتزايد التوتر على نحو شبيه بما حدث قبيل حرب عام 1967 . ولم أشعر خلال السنوات الأربعين الماضية بأن المنطقة بلغت مفترق الطرق الذي تشهده الآن ".
كان الرئيس العراقي حليفا وفي الوقت ذاته مصدر قلق للملك حسين إذ كان شريكاً لا يمكن للأردن الضعيف أن يسيّره وزعيماً قد يزعزع توازن القوى الهش في المنطقة بطموحاته المعلنة.
وبعد فشل لقاء عمان في 24 فبراير اقترح الملك على الرئيس العراقي أن يقوم بنفسه بجولة تشمل دول الخليج في محاولة منه للسعي إلى اتفاق بين الكويت والعربية السعودية والعراق.
وبالفعل قام في 26 فبراير برحلة استغرقت ثلاثة أيام وشملت مختلف عواصم المنطقة وأجرى خلالها محادثات مكثفة مع الزعماء الخليجيين ثم عاد إلى عمان في الأول من آذار منهوك القوى.
وفي صباح الثالث من آذار اتصل به صدام حسين وقال : " الطائرة في طريقها إليك أنا في انتظارك ببغداد ".
اجتمع الرجلان أربع ساعات قدم خلالها الملك حسين تقريراً مفصلاً عن جولته وسرعان ما تبين ان المفاوضات وصلت إلى الطريق المسدود لأن الملك الهاشمي لم يتلق أي اشارة إيجابية من زعماء الخليج فيما يتعلق بأهداف صدام حسين الثلاثة:
تسوية الخلافات الحدودية مع الكويت وبالأخص حقول الرملية الغنية التي تقع في المنطقة المتنازع عليها.
الموافقة على تأجيره جزيرتي وربة وبوبيان اللتين تؤمنان له منفذاً على الخليج.
تسوية مشكلة الديون المتراكمة على العراق خلال الحرب مع إيران.
وأبلغ الملك حسين الرئيس العراقي أن أمير دولة الكويت يرفض المفاوضات المباشرة حتى يعترف العراق رسمياً بسيادة واستقلال الكويت. ومن الجدير ذكره هنا ان حكومة بغداد كانت قد اعترفت عام 1963 باستقلال الكويت إلا أن مجلس الثورة لم يلبث أن الغى هذا القرار.
لم تكد تمضي ثلاثة أيام على عودة الملك حسين حتى دعا صدام جميع أعضاء القيادة العليا إلى اجتماع سري وأمرهم بأن يضعوا الخطط لحشد القوات على الحدود مع الكويت.
وسرعان ما اشتد التوتر وفقد الكويتيون بعد النظر الذي كانوا يتحلون به. فبالرغم من أن الفرق العراقية لم تكن قد تحركت بعد باتجاه الحدود فإن مسؤولاً كويتيا كبيراً أسر للأردنيين خلال مروره بعمان بأن " صدام حسين لا يريد الجزيرتين وحدهما بل الكويت برمتها ".
احقية العراق بالاراضى الكويتيه هل صحيح ؟
قبل الحرب العالمية الأولى تم التوقيع على اتفاقية قصيرة الأمد بين البريطانيين وسلطان العثمانيين، محمد الرابع وسميت هذه المعاهدة بالمعاهدة الأنكليزية العثمانية لعام 1913 م والتي ألغيت بعد سنة واحدة عند قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914 م. نصت هذه المعاهدة التى تركت آثارا على الساحة السياسية إلى يومنا هذا بأن تكون الكويت قضاءا تابعا لولاية البصرة التي كانت أحد الولايات العثمانية آنذاك وكانت منطقة الكويت انذاك منطقة صحراوية يصل نصف قطرها إلى 103 كم وتتكون بالإضافة إلى مدينة الكويت من جزر وربة وبوبيان ومسكان وفيلكا وكبر ومنح للشيخ مبارك صلاحيات بجمع الضرائب من القبائل الساكنة في هذه المنطقة لتسليمها إلى السلطات العثمانية. لكن هذا الترتيب -كما ذكر- لم يدم طويلا فبعد عام واحد ونتيجة لاندلاع الحرب العالمية الأولى ووقوف العثمانيين والأنكليز في موقع الأعداء تم إلغاء هذه المعاهدة وأعلنت المملكة المتحدة من جانب واحد قيام "دولة" الكويت تحت "الحماية البريطانية".
في القرن السابع عشر كانت ما تعرف حاليا بالكويت مسكونة من قبل مجموعة من القبائل التي كانت تتاجر عن طريق البحر مع الهند وكان معظم سكانها يعتمدون على التجارة باللؤلؤ ولكن بعد نشوء حقول اللؤلؤ في اليابان في الثلاثينيات تعرض سكان المنطقة إلى كساد اقتصادي ولكن في عام 1953 كان الكويت من أكبر المنتجين للنفط في منطقة الخليج العربي وأصبحت الكويت الأولى من دول الخليج لتعلن استقلالها في 19 يونيو 1961 م ولكن العراق لم يعترف بهذا الاستقلال
في عام 1935 م اعتبر الملك العراقي غازي بن فيصل بن الحسين الكويت جزءا من العراق وقام بفتح إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور و خصصه لبث حملته لضم الكويت إلى العراق وكادت الجيوش العراقية تجتاح الكويت لولا وفاة الملك غازي في حادث سيارة عام 1939 عندما كان يقود سيارته التي اصطدمت باحد الأعمدة الكهربائية. في عام 1961 و بعد إعلان الكويت لاستقلالها صرح الزعيم العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم ومن على شاشة التلفاز أن "الكويت جزء لايتجزأ من العراق".
دخل الجيش العراقي الكويت وتوغلت المدرعات و الدبابات العراقية في العمق الكويتي و قامت بالسيطرة على مراكز رئيسية في شتى انحاء الكويت ومن ضمنها البلاط الأميري. تم اكتساح الجيش الكويتي بسهولة وبدون مقاومة تذكر الا ان معارك عنيفة وقعت بالقرب من قصر امير الكويت و كانت هذه المناوشات كفيلة بأكتساب الوقت الكافي لأمير الكويت من اللجوء إلى السعودية.
بدأت عمليات سلب و نهب واسعة النطاق من قبل القوات العراقية شملت جميع مرافق الكويت من ابسط المواد الغذائية على رفوف الأسواق إلى اجهزة طبية متطورة وبدأت حملة منظمة لنقل ماتم الأستحواذ عليه إلى العراق. أرتكب الجيش العراقي العديد من الجرائم بحق الشعب الكويتي كعمليات الإعدام بدون محاكمة و اغتصاب النساء، وكانت عمليات الإعدام تجرى أمام منزل الضحية و بحضور أسرته، و تجبر الأسرة على دفع ثمن الرصاص لاستلام الجثمان .قام الجيش العراقي بالسيطرة على الأذاعة و التلفزيون الكويتي وتم اعتقال الالاف من المدنيين الكويتيين بالاضافة إلى اعداد كبيرة من الأجانب الذين كانوا موجودين في الكويت في ذلك الوقت والذين تم استعمالهم كرهائن لاحقا.أما الكويتيون فقد خضعوا لشتى أنواع التعذيب و التنكيل،ويذكرأن بعد سقوط نظام صدام حسين تم العثور على قبور ما يقارب 600 أسير كويتي تم إعدامهم في العراق. قامت السلطات العراقية و لأغراض دعائية بنصب حكومة صورية برئاسة علاء حسن علي من 4 اغسطس 1990 إلى 8 اغسطس 1990 اي لمدة اربعة ايام وكان علاء حسن علي يحمل الجنسيتين العراقية و الكويتية حيث نشأ في الكويت وتخرج من جامعات بغداد وانتمى إلى حزب البعث في ايام الدراسة واصبح ضابطا في الجيش الكويتي. في 8 اغسطس 1990 تم ضم الكويت للعراق ولم يسمع اي خبر عن علاء حسن علي حتى عام 1998 حيث عرف انه غادر العراقإلى تركيا تحت اسم مزيف واستقر في النرويج علما ان المحاكم الكويتية اصدرت بحقه حكما بالاعدام في عام 1993.
خرج العراق من الحرب مع إيران قوياً ولكن مستنزف الموارد وكان لا يزال أقوى دولة في المنطقة: 55 فرقة مقابل عشر فرق عام 1980 مليون جندي مدرب تدريباً جيداً 500 طائرة و5500 دبابة.
عندما بدأت الحرب كانت لديه مدخرات قدرها ثلاثون بليوناً من الدولارات. وعندما انتهت كانت ديونه قد بلغت مئة بليون دولار.
ولهذا السبب لم يترك صدام حسين مناسبة واحدة إلا واغتنمها ليقوم بابلاغ جميع زواره الأجانب الذين كان يستقبلهم في قصره الفخم وسط بغداد أنه كان خلال الأعوام الثمانية الماضية " الدرع الواقي للأخوة العرب من التهديد الفارسي " وأنه يتوقع أن تقوم " أكثر الأقطار العربية ثراء وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت بالعون والمساعدة في تسديد كامل ديوننا " .
في التاسع من آب عام 1988 ، غداة وقف إطلاق النار بين العراق وإيران أخذت الكويت قراراً بزيادة انتاجها النفطي مخالفة بذلك الاتفاقات المعقودة في اطار منظمة الأوبيك.
وقد تم التركيز الكويتي في تحقيق هذه الزيادة الانتاجية على آبار الرملية الواقعة في المنطقة الحدودية المتنازع عليها مع العراق والتي كانت موضوعاً في السابق لمناقشات دبلوماسية صاخبة.
واعتبر صدام حسين مبادرة الكويت إلى زيادة انتاجها من النفط استفزازاً وخيانة ومن شأنه أن يزيد أزمة زيادة الانتاج وانخفاض الأسعار حدة وأن يؤدي إلى انخفاض دخل العراق الذي يعتمد في 90 % من موارده على النفط بمقدار 7 بلايين دولار أو ما يساوي فوائد ديونه. وكان هذا بمثابة خنقه ببطء.
أما الاستثمارات الكويتية في الخارج فكانت تتجاوز 100 مليار دولار وتؤمن للإمارة حوالي 6 مليارات من الدولارات سنوياً، أي أكثر من عائدات البترول ذاتها.
بداية الخداع الأمريكي للعراق :
استقبل صدام حسين جون كيلي بعد ظهر الثاني عشر من فبراير 1990 وكانت المقابلة هي الأولى مع أحد الرسميين الأميركيين منذ زمن بعيد.
وبادر المبعوث الأميركي مضيفة خلال تبادل التحيات بقوله : " انتم قوة اعتدال في المنطقة وتتمنى الولايات المتحدة إقامة أوثق العلاقات مع العراق ".
لقد سرّ صدام حسين بهذا الاطراء وغمره شعور بالفخر كما قال لدى سماعه ذلك وقام بعد ساعات من المقابلة بنقل ما دار فيها إلى عدد من زعماء الدول العربية وكان أول من اتصل به هاتفياً هو الملك الأردني حسين.
وفي 15 فبراير وبعد المقابلة بثلاثة أيام بثت اذاعة " صوت أميركا " برنامجاً قالت إنه يعكس وجهة نظر الحكومة الأميركية وأهابت فيه بالرأي العام العالمي أن يتحرك ضد الدكتاتوريين الذين يحكمون في مختلف اقطار العالم. وذكرت العراق وأدانت صدام حسين بوصفه أسوأ دكتاتور في العالم.
فغضب الرئيس العراقي غضباً شديداً ولم ينفع معه الاعتذار الذي قدمته واشنطن عبر سفارتها في بغداد ورفض قبول القول بأن إذاعة " صوت أميركا " قد تعبر عن رأي يخالف الرأي الرسمي وإذ جاء هذا الحادث بعد أطراء كيلي عليه مباشرة فقد اتخذه صدام دليلاً على أن الأميركيين يقومون بلعبة مزدوجة.
ومما رسّخ قناعته هذه قيام وزارة الخارجية الأميركية يوم 21 فبراير بنشر تقرير عن حقوق الإنسان خصّت العراق بعدد من صفحاته تجاوز 12 صفحة وصفت فيها الحكومة العراقية بأنها أسوأ منتهك لحقوق الإنسان وأشارت إلى ممارسة هذه الحكومة المتكررة للتعذيب والاعدامات السريعة دون محاكمة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد لأن لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي أرادت بعد صدور هذا التقرير تبني قرار يدين " العراق لخرقه الفاضح لحقوق الإنسان " مما دفع بإدراة الرئيس بوش إلى الاحتجاج على هذه الخطوة والحؤول دون تبنيها من قبل مجلس النواب.
تحذير صدام للعرب من الهيمنة الأمريكية على المنطقة بعد تراجع النفوذ السوفيتي واقتراح بديل آخر ( الهيمنة العراقية ) :
في 23 فبراير 1990 وصل صدام إلى عمان وبقي مسار الرحلة وموعد الوصول سراً حتى اللحظة الأخيرة. فخوفاً من الاغتيال ركب طائرة خاصة بلا إشارات مميزة.
أما الطائرة التي كان يستخدمها في الرحلات الرسمية فكانت قد هبطت في عمان قبل ساعات وعلى متنها زملاؤه وحرسه.
وعندما استقبله الملك حسين كان يبدو قلقاً ومتوترا وكان قد جاء إلى عمان للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية الأولى لمجلس التعاون العربي
وفي حين أن الملك حسين كان يعلق آمالاً كبيرة على المجلس الذي كان يضم العراق والأردن ومصر واليمن فإن صدام حسين لم يكن يعيره اهتماما خاصاً.
والواقع أن لم تثر أيضاً اهتمام العرب والصحفيين الأجانب في عمان. ومما يذكر أنه لم يكن بوسع أحد عندئذ أن يتنبأ بما سيقال في الاجتماع وخصوصاً وراء الكواليس.
وألقى صدام خطاباً شديد اللهجة تنبأ فيه بأن تراجع قوة موسكو سوف يطلق يد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس القادمة على نطاق لم يسبق له مثيل.
قال: " ألا تقوم واشنطن الآن بمساعدة اليهود السوفييت على الهجرة إلى إسرائيل ؟ ألا تقوم كذلك بتسيير دورياتها في الخليج بالرغم من انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ؟ "
وقال صدام في خطابه الذي أذيع من عمان بأن دوافع أميركا واضحة. قال : " إن البلاد التي ستمارس أكبر نفوذ في المنطقة وتهيمن على الخليج وبتروله سوف توطد تفوقها كقوة عظمى لا تُنافس. وهذا يبرهن على أن أهل الخليج وسائر العرب الآخرين في غفلة عما يجري وأن المنطقة ستحكم وفقاً لمشيئة الولايات المتحدة. وستقوم هذه بتحديد سعر البترول بشكل يخدم مصالحها لا مصالح الآخرين ".
كانت رسالة صدام لزملائه واضحة وهي أن هيمنة العراق على الخليج لا هيمنة الولايات المتحدة هي التي تخدم مصالح العرب على أفضل وجه.
غضب حسني مبارك من كلام صدام :
على أن ما قاله صدام أثار غضب الرئيس المصري حسني مبارك حليف أميركا الرئيسي في المنطقة.
فالقاهرة كانت تتلقى سنوياً من واشنطن أكثر من ملياري دولار على شكل مساعدات.
واقترح صدام في خطابه أن تسحب أرصدة البترول المستثمرة في الغرب لتغيير السياسة الأميركية.
خرج مبارك الذي اعتبر هذه الكلمات هجوماً شخصيا عليه من القاعة ولحق به الوفد المصري. وقال للملك حسين الذي بدت على محياه علائم القلق كان قد تبعه بعد وقت قصير : " لا يمكن السكوت على كلام كهذا . سوف أعود إلى مصر ".
وفي محاولته تلطيف الأجواء اقترح الملك حسين تنظيم لقاء مع الرئيس العراقي لازالة سوء التفاهم.
فرفض مبارك أول الأمر هذا الاقتراح بشدة ثم عاد واقتنع بالحجج التي قدمها الملك الأردني.
وهكذا اجتمع الثلاثة مساء 24 في القصر الهاشمي حيث كان الملك حسين يقطن قبل مصرع زوجته الملكة عالية إثر حادث تحطم طائرة هليكوبتر.
كان جو اللقاء متشنجاً شديد الوطأة وبدل أن يحاول صدام حسين تهدئة الأمور أعلن مطالب محددة وتكلم بلهجة لا مجال للمسايرة فيها وأشار إلى 30 مليار دولار من الديون التي كانت العربية السعودية والكويت قد منحتها للعراق خلال الحرب مع إيران.
وقال : " إذا لم يلغوا تلك الديون ويقدموا لي 30 مليار دولار إضافية سوف أقوم بالانتقام ".
ولما استبد الغضب بمبارك قال: " إن مطالبك غير معقولة وسوف تخلق متاعب كثيرة ".
ثم خرج من الاجتماع وعاد إلى القاهرة. فاضطر الملك حسين إلى الغاء اليوم الثاني من مناقشات المجلس.
على أن خطاب صدام أثار موجة عارمة من الاعجاب والاستحسان لكنه في الوقت ذاته أثار القلق وخصوصاً في الكويت والسعودية اللتين كانتا تخشيان قيام بغداد بهجوم مباغت بالصواريخ يتبعه اجتياح شامل أو القيام بسلسلة من الأعمال الارهابية تستهدف أفراداً من الأسرتين المالكتين.
إحساس الملك حسين بالخطر من زوال ملكه من على الخارطة :
وهناك مراقب آخر للخلافات المتفاقمة داخل " الأسرة العربية " التي كان صدام كثيراً ما يشير اليها في خطاباته وأحاديثه الخاصة وهو الملك حسين ، فخلال حكمه الذي امتد 37 عاما ولفت الأنظار بضعفه من ناحية وبقدرته على البقاء من الناحية الأخرى كان اكثر إحساساً من أي شخص غيره بالمؤشرات التي تنذر بالأزمات الوشيكة.
كان يدرك أن تعرض المنطقة لهزة سياسية أخرى قد تعرض وجود بلاده ذاته للخطر.
فالأردن الذي يضم ثلاثة ملايين من السكان ـ 60 % منهم من الفلسطينيين ـ ويفتقر إلى الموارد يمكن إزالته عن الخريطة بسهولة.
وقال الملك حسين لأحد زائريه بصوت رزين لا أثر فيه للانفعال :
" إنني أشعر بتزايد التوتر على نحو شبيه بما حدث قبيل حرب عام 1967 . ولم أشعر خلال السنوات الأربعين الماضية بأن المنطقة بلغت مفترق الطرق الذي تشهده الآن ".
كان الرئيس العراقي حليفا وفي الوقت ذاته مصدر قلق للملك حسين إذ كان شريكاً لا يمكن للأردن الضعيف أن يسيّره وزعيماً قد يزعزع توازن القوى الهش في المنطقة بطموحاته المعلنة.
وبعد فشل لقاء عمان في 24 فبراير اقترح الملك على الرئيس العراقي أن يقوم بنفسه بجولة تشمل دول الخليج في محاولة منه للسعي إلى اتفاق بين الكويت والعربية السعودية والعراق.
وبالفعل قام في 26 فبراير برحلة استغرقت ثلاثة أيام وشملت مختلف عواصم المنطقة وأجرى خلالها محادثات مكثفة مع الزعماء الخليجيين ثم عاد إلى عمان في الأول من آذار منهوك القوى.
وفي صباح الثالث من آذار اتصل به صدام حسين وقال : " الطائرة في طريقها إليك أنا في انتظارك ببغداد ".
اجتمع الرجلان أربع ساعات قدم خلالها الملك حسين تقريراً مفصلاً عن جولته وسرعان ما تبين ان المفاوضات وصلت إلى الطريق المسدود لأن الملك الهاشمي لم يتلق أي اشارة إيجابية من زعماء الخليج فيما يتعلق بأهداف صدام حسين الثلاثة:
تسوية الخلافات الحدودية مع الكويت وبالأخص حقول الرملية الغنية التي تقع في المنطقة المتنازع عليها.
الموافقة على تأجيره جزيرتي وربة وبوبيان اللتين تؤمنان له منفذاً على الخليج.
تسوية مشكلة الديون المتراكمة على العراق خلال الحرب مع إيران.
وأبلغ الملك حسين الرئيس العراقي أن أمير دولة الكويت يرفض المفاوضات المباشرة حتى يعترف العراق رسمياً بسيادة واستقلال الكويت. ومن الجدير ذكره هنا ان حكومة بغداد كانت قد اعترفت عام 1963 باستقلال الكويت إلا أن مجلس الثورة لم يلبث أن الغى هذا القرار.
لم تكد تمضي ثلاثة أيام على عودة الملك حسين حتى دعا صدام جميع أعضاء القيادة العليا إلى اجتماع سري وأمرهم بأن يضعوا الخطط لحشد القوات على الحدود مع الكويت.
وسرعان ما اشتد التوتر وفقد الكويتيون بعد النظر الذي كانوا يتحلون به. فبالرغم من أن الفرق العراقية لم تكن قد تحركت بعد باتجاه الحدود فإن مسؤولاً كويتيا كبيراً أسر للأردنيين خلال مروره بعمان بأن " صدام حسين لا يريد الجزيرتين وحدهما بل الكويت برمتها ".
احقية العراق بالاراضى الكويتيه هل صحيح ؟
قبل الحرب العالمية الأولى تم التوقيع على اتفاقية قصيرة الأمد بين البريطانيين وسلطان العثمانيين، محمد الرابع وسميت هذه المعاهدة بالمعاهدة الأنكليزية العثمانية لعام 1913 م والتي ألغيت بعد سنة واحدة عند قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914 م. نصت هذه المعاهدة التى تركت آثارا على الساحة السياسية إلى يومنا هذا بأن تكون الكويت قضاءا تابعا لولاية البصرة التي كانت أحد الولايات العثمانية آنذاك وكانت منطقة الكويت انذاك منطقة صحراوية يصل نصف قطرها إلى 103 كم وتتكون بالإضافة إلى مدينة الكويت من جزر وربة وبوبيان ومسكان وفيلكا وكبر ومنح للشيخ مبارك صلاحيات بجمع الضرائب من القبائل الساكنة في هذه المنطقة لتسليمها إلى السلطات العثمانية. لكن هذا الترتيب -كما ذكر- لم يدم طويلا فبعد عام واحد ونتيجة لاندلاع الحرب العالمية الأولى ووقوف العثمانيين والأنكليز في موقع الأعداء تم إلغاء هذه المعاهدة وأعلنت المملكة المتحدة من جانب واحد قيام "دولة" الكويت تحت "الحماية البريطانية".
في القرن السابع عشر كانت ما تعرف حاليا بالكويت مسكونة من قبل مجموعة من القبائل التي كانت تتاجر عن طريق البحر مع الهند وكان معظم سكانها يعتمدون على التجارة باللؤلؤ ولكن بعد نشوء حقول اللؤلؤ في اليابان في الثلاثينيات تعرض سكان المنطقة إلى كساد اقتصادي ولكن في عام 1953 كان الكويت من أكبر المنتجين للنفط في منطقة الخليج العربي وأصبحت الكويت الأولى من دول الخليج لتعلن استقلالها في 19 يونيو 1961 م ولكن العراق لم يعترف بهذا الاستقلال
في عام 1935 م اعتبر الملك العراقي غازي بن فيصل بن الحسين الكويت جزءا من العراق وقام بفتح إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور و خصصه لبث حملته لضم الكويت إلى العراق وكادت الجيوش العراقية تجتاح الكويت لولا وفاة الملك غازي في حادث سيارة عام 1939 عندما كان يقود سيارته التي اصطدمت باحد الأعمدة الكهربائية. في عام 1961 و بعد إعلان الكويت لاستقلالها صرح الزعيم العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم ومن على شاشة التلفاز أن "الكويت جزء لايتجزأ من العراق".
دخل الجيش العراقي الكويت وتوغلت المدرعات و الدبابات العراقية في العمق الكويتي و قامت بالسيطرة على مراكز رئيسية في شتى انحاء الكويت ومن ضمنها البلاط الأميري. تم اكتساح الجيش الكويتي بسهولة وبدون مقاومة تذكر الا ان معارك عنيفة وقعت بالقرب من قصر امير الكويت و كانت هذه المناوشات كفيلة بأكتساب الوقت الكافي لأمير الكويت من اللجوء إلى السعودية.
بدأت عمليات سلب و نهب واسعة النطاق من قبل القوات العراقية شملت جميع مرافق الكويت من ابسط المواد الغذائية على رفوف الأسواق إلى اجهزة طبية متطورة وبدأت حملة منظمة لنقل ماتم الأستحواذ عليه إلى العراق. أرتكب الجيش العراقي العديد من الجرائم بحق الشعب الكويتي كعمليات الإعدام بدون محاكمة و اغتصاب النساء، وكانت عمليات الإعدام تجرى أمام منزل الضحية و بحضور أسرته، و تجبر الأسرة على دفع ثمن الرصاص لاستلام الجثمان .قام الجيش العراقي بالسيطرة على الأذاعة و التلفزيون الكويتي وتم اعتقال الالاف من المدنيين الكويتيين بالاضافة إلى اعداد كبيرة من الأجانب الذين كانوا موجودين في الكويت في ذلك الوقت والذين تم استعمالهم كرهائن لاحقا.أما الكويتيون فقد خضعوا لشتى أنواع التعذيب و التنكيل،ويذكرأن بعد سقوط نظام صدام حسين تم العثور على قبور ما يقارب 600 أسير كويتي تم إعدامهم في العراق. قامت السلطات العراقية و لأغراض دعائية بنصب حكومة صورية برئاسة علاء حسن علي من 4 اغسطس 1990 إلى 8 اغسطس 1990 اي لمدة اربعة ايام وكان علاء حسن علي يحمل الجنسيتين العراقية و الكويتية حيث نشأ في الكويت وتخرج من جامعات بغداد وانتمى إلى حزب البعث في ايام الدراسة واصبح ضابطا في الجيش الكويتي. في 8 اغسطس 1990 تم ضم الكويت للعراق ولم يسمع اي خبر عن علاء حسن علي حتى عام 1998 حيث عرف انه غادر العراقإلى تركيا تحت اسم مزيف واستقر في النرويج علما ان المحاكم الكويتية اصدرت بحقه حكما بالاعدام في عام 1993.
رد: صدام حسين عبد المجيد
كان النسخة العراقية من الأحداث و التي حاولت قنوات الأعلام العراقي بنشره هو ان انقلابا عسكريا حصل في الكويت بقيادة الضابط الكويتي علاء حسن علي الذي طلب الدعم من العراق للاطاحة بامير الكويت ولكن هذا التحليل لم يلاق قبولا من الراي العام العالمي.
تباينت دول الجامعة العربية بموقفها من الحرب، الاردن اعلن رسميا تايده للعراق واعتبر الحرب عدوانا على الامة العربية كما ورد في البيان الاردني،ومثلها فعلت منظمة التحرير الفلسطينية واليمن والسودان وليبيا ، وتحفظت كل من الجزائر وتونس ، وايدت الحرب ك ل من دول الخليج ومصر وسوريا والمغرب.امين الجامعة العربية الشاذلي القليبي اعلن استقالته ساعة بدئ الحشد للحرب على العراق.قام وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر بجمع 34 دولة في ائتلاف ضد العراق وكان 74% من العدد الأجمالي للجنود التي تم حشدهم هم جنود امريكيون ووصل العدد الأجمالي لجنود قوات الائتلاف إلى 660،000 . قامت الولايات المتحدة بعدد من الأجرائات لاستمالة الراي العام في الشارع الأمريكي إلى القبول بفكرة التدخل الأمريكي في مسالة الكويت حيث برزت اصوات معارضة للتدخل في الشارع الأمريكي و احد هذه الأجراءات كانت انشاء منظمة مواطنون للكويت الحرة والتي تم تمويلها باموال كويتية حيث قامت بحملات اعلامية لكسب ود الشارع الأمريكي و العالمي واحد الحملات الدعائية المثيرة للجدل التي قامت بها هذه المنظمة كانت اظهار سيدة على شاشة التلفزيون تصف كيف ان بعض الجنود العراقيين قاموا باخراج الأطفال المرضى من حاضناتهم في احد المستشفيات والقوا بهم على الأرض ليموتوا. بعد سنة واحدة من عرض هذا الشريط تم اكتشاف ان هذه السيدة كانت من افراد العائلة الحاكمة في الكويت وكانت تعيش في باريس اثناء الأجتياح العراقي للكويت.
بدا العراق محولات اعلامية لربط مسالة اجتياح الكويت بقضايا "الأمة العربية" فاعلن العراق ان اي انسحاب من الكويت يجب ان يصاحبه انسحاب سوري من لبنان وانسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان وقد لقيت هذه المقترحات العراقية اذان صاغية من الملك حسين بن طلال ملك الأردن و الملك حسن الثاني ملك المغرب و ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية.
مقاتلات امريكية تحلق فوق حقول النفط التي اضرمت القوات العراقية المنسحبة النيران فيها
في مطلع فجر 16 يناير 1991 اي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت شنت طائرات قوات الائتلاف حملة جوية مكثفة و واسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب و بمعدل 1000 غارة جوية في اليوم. في 17 يناير 1991 قام الرئيس صدام حسين باصدار بيان من على شبكة الأذاعة العراقية معلنا فيها ان "ام المعارك قد بدأت".
استعمل في هذه الحملة الجوية من القنابل ما يسمى بالقنابل الذكيةوالقنابل العنقوديةوصواريخ كروز. قام العراق بالرد على هذه الحملات الجوية بتوجيه 8 صواريخ سكود (أرض أرض) إلى أهداف داخل إسرائيل في 18 يناير 1991 م. كان الهدف الأولي لقوات الائتلاف هو تدمير قوات الدفاع الجوي العراقي لتتمكن بعد ذلك بالقيام بغاراتها بسهولة وقد تم تحقيق هذا الهدف بسرعة وبسهولة حيث تم إسقاط طائرة واحدة فقط من طائرات قوات الائتلاف في الأيام الأولى من الحملة الجوية. كانت معظم الطائرات تنطلق من الأراضي السعودية وحاملات الطائرات الستة المتمركزة في الخليج العربي.
بعد تدمير معظم قوات الدفاع الجوي العراقي اصبحت مراكز الأتصال القيادية الهدف الثاني للغارات الجوية وتم الحاق اضرار كبيرة بمراكز الأتصال مما جعل الأتصال يكاد يكون معدوما بين القيادة العسكرية العراقية و قطعات الجيش. قامت الطائرات الحربية العراقية بطلعات جوية متفرقة ادت إلى اسقاط 38 طائرة ميك (MiGs) عراقية من قبل الدفاعات الجوية لقوات الائتلاف وادرك العراق ان طائراتهاالسوفيتية الصنع ليست بامكانها اختراق الدفاعات الجوية لقوات الائتلاف فقامت بارسال المتبقي من طائراتها إلى ايران و بدأ العراق في 23 يناير 1991 بعملية سكب متعمدة لمايقارب مليون طن من النفط الخام إلى مياه الخليج العربي.
ي 29 يناير 1991 تمكنت وحدات من القوات العراقية من السيطرة على مدينة الخفجي السعودية ولكن قوات الحرس الوطني السعودي بالاضافة إلى قوة قطرية تمكنتا من السيطرة على المدينة، ويرى المحللون العسكريون انه لو كانت القوة العراقية المسيطرة على الخفجي اكبر حجما لادى ذلك إلى تغيير كبير في موازين الحرب اذ كانت مدينة الخفجي ذو اهمية استراتيجية كونها معبرا لحقول النفط الشرقية للسعودية ولم تكن الخفجي محمية بقوة كبيرة الأمر الذي استغله القيادة العسكرية العراقية. وسميت هذه المعركة باسم معركة الخفجي.
التوغل الأمريكي على الأرض
خارطة الحملة البرية
في 22 فبراير 1991 وافق العراق على مقترح سوفيتي بوقف اطلاق النار والأنسحاب من الأراضي الكويتية خلال فترة قدرها 3 اسابيع وعلى ان يتم الأشراف على الأنسحاب من قبل مجلس الأمن. لم توافق الولايات المتحدة على هذا المقترح ولكنها "تعهدت" انها سوف لن تقوم بمهاجمة القطعات العراقية المنسحبة و اعطت مهلة 24 ساعة فقط للقوات العراقية باكمال انسحابها من الكويت بالكامل.
في 24 فبراير 1991 بدأت قوات الائتلاف توغلها في الأراضي الكويتية وبعد 3 ايام تم اعادة السيطرة على الكويت وكانت قوات الائتلاف تلاقي في طريق تقدمها اعداد كبيرة من الجنود العراقيين الذين كانوا منهارين بكل ماتحمل الكلمة من معاني و بدأت وكالات الأنباء تصور مشاهد للجنود الذين قاموا بتسليم انفسهم إلى قوات الأئتلاف وكان معظمهم حفاة، جائعين، منهارين معنويا.
طريق الموت
في 26 فبراير 1991 بدأ الجيش العراقي بالانسحاب بعد ان اضرمت النار في حقول النفط الكويتية وتشكل خط طويل من الدبابات و المدرعات و ناقلات الجنود على طول المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق و الكويت ، بالرغم من تعهد الجانب الأمريكي بعدم استهداف القطعات العراقية في حال انسحبها إلا ان هذا الخط الطويل من القطعات العسكرية العراقية تم قصفها بقساوة شديدة. هذا القصف الشديد الذي اعتبره الكثير غير مبررا لكون الجيش العراقي في حالة انسحاب ادى تدمير ما يزيد عن 1500 عربة عسكرية عراقية وبالرغم من ضخامة عدد الاليات المدمرة الا ان عدد الجنود العراقيين الذين قتلوا على هذا الطريق لم تزد عن 200 قتيل لأن معظمهم تركوا عرباتهم العسكرية ولاذوا بالفرار. سمي هذا الطريق فيما بعد بطريق الموت او ممر الموت.
في 27 فبراير 1991 اعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن " تحرير الكويت" بعد 100 ساعة من الحملة البرية. ومن الجدير بالذكر انه خلال اليومين من 24 فبراير إلى 26 فبراير قامت قوة امريكية-بريطانية-فرنسية مشتركة بشن هجوم على اجنحة الجيش العراقي الذي كان متواجدا في غرب الكويت وقاموا بالتوغل لمسافات بعيدة داخل الأراضي العراقية.
خسائر الحرب
حسب احصاءات قوات الائتلاف فان الخسائر البشرية في صفوفها كانت كالتالي:
الولايات المتحدة (472) ، السعودية (18) ، مصر (10) ، الإمارات العربية المتحدة (3) ، فرنسا (2) ، سوريا (1) ، كويت (1).
اما الخسائر العراقية و استنادا إلى نفس المصدر فكانت 100،000 قتيل و 300،000 جريح. واستنادا لمصادر عراقية فان 2،300 مدنيا لقو حتفهم.
فترة ما بين (1991-2002)
صدام حسين يوم عيد ميلاده الواحد والستين
بقيت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق متوترة بعد حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء). وأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية هجوم صاروخي مستهدفة مركز الإستخبارات العراقية في بغداد في 26 يونيو1993. متذرعة بالخرق المتكرر لمنطقة الحظر الجوي المفروضة بعد حرب الخليج والتوغلات في الأراضي الكويتية. وقد خمّن البعض ان يكون لها علاقة بتهمة إضطلاع العراق بتمويل مخطط لإغتيال رئيس الولايات الأمريكية السابق جورج بوش.
بدا صدام ببيع النفط مقابل الغذاء والدواء لكن هذا لم يكن يشكل سوى 10الى 40% من انتاج العراق الحقيقي فاسطاع العراق اعادة بناء البنى التحتية والجسور (خاصة الجسر المعلة الذي اوقفت امريكا المساعدة التقنية عنه) وهناك اتهامات حاليا باساءة استخدام هذه الاموال من قبل صدام بتواطئ بعض موظفي الامم المتحدة كما اشار تقرير فولكر الدولي. وفي عام 1998م زار العراق رئيس دولة الا وهو رئيس فنزويلا شافيز خارقا القرارات الدولية وايضا قامت الخطوط الجوية الملكية الاردنية باستاناف رحلاتها الى العراق
الغزو الامريكى للعراق
1998 أقر الكونغرس الامريكي مشروع تحرير العراق الذي اتاح الامكانيات المادية والمعنوية (لتحرير العراق) ، تم ذلك في فترة الرئيس الامريكي بيل كلينتون وعندها بدء التحضير (للتحرير) تم صرف المبالغ للقوى العراقية المعارضة في الخارج. ثم تولى سدة الحكم الرئيس الحالي جورج بوش ليبدء عندها عهد جديد تتحول فية السياسة الامريكية من المساعدة المادية والدعم اللوجستي للقوى المعارضة العراقية الى التدخل العسكري المباشر متحالفتاً مع بريطانيا، ضاربتاً عرض الحائط مجلس الامن ومن بعدة الامم المتحدة والعالم اجمع. 2003 تحركة القوات الامريكية البريطانية في سعيها نحو ما تم تسميته (تحرير العرق) ليتم تتويج ذلك في 9 إبريل باسقاط تمثال الرئيس الذي بات مخلوعاً (صدام حسين) -اي بعد ثمانية عشر شهرا من احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)- لتبدء صفحةَ جديدة من تاريخ العراق (العراق تحت الاحتلال الامريكي).
مطاردته والقبض عليه
بقيت أخبار صدام مجهولة في الأسابيع الأولى بعد سقوط النظام وإنتهاء العمليات الرئيسية للحرب. تم التبليغ عن عدّة مشاهدات لصدام بعد الحرب ولكن أيا منها لم يكن مثبتا. سلسلة من التسجيلات الصوتية المنسوبة لصدام تم نشرها في اوقات مختلفة ، ولكن مصداقية هذه التسجيلات لا تزال محط تساؤل.
تم وضع صدام على قمة لائحة المطلوبين، وتم إعتقال العديد من أفراد النظام العراقي السابق، ولكن الجهود الحثيثة للعثور عليه بائت بالفشل. أبناءه وخلفاءه المتوقعون ، عديوقصي صدام حسين ، قتلوا في يوليو 2003 أثناء إشتباك عنيف مع القوات الأمريكية في الموصل.
قام الحاكم المدني في العراق بول بريمر بالإعلان رسميا عن القبض على صدام . تم القبض على صدام بحدود الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت بغداد بتاريخ13 ديسمبر2003 وذلك في مزرعة قرب مدينة الدور قرب تكريت
ظهر صدام بلحية طويلة وشعر غير مرتب بشكل يختلف عن مظهره المعتاد، تم تأكيد شخصه فيما بعد بإستخدام فحص الحمض النووي (DNA).
يمثل إلقاء القبض عليه بتلك الصورة المزرية التي ظهر فيها الضربة الأكبر لمناصريه القوميين و البعثيين .
محاكمته
لم يعترف صدام بشريعة المحكمة في بداية المحاكمة، ورفض ذكر اسمه في بدايتها الا انه خضع للامر الواقع وبدأ في التعاون مع المحكمة. ويدافع عن صدام ، نجيب النعيمي وزير عدل دولة قطر السابق و كلارك وزير عدل الولايات المتحدة السابق.و المحامي العراقي خليل الدليمي و المحامية اللبنانية الشيعية بشرى الخليل و المحامي الأردني عصام الغزاوي .
مؤلفاته
لصدام حسين بعض المؤلفات، منها:
اخرج منها يا ملعون ، الذي أنهاه عشية الحرب الأمريكية على العراق (2003) والذي طبع في الأردن ومنع نشره.
زبيبة والملك (حولت لمسرحية غنائية)
رجال ومدينة.
وبعض الكتاب العراقيين يقولون بأن لجنة قامت بإعداد العملين المذكورين أخيرا (زبيبة والملك ورجال ومدينة) ويشيرون إلى ان صدام ليس الكاتب الحقيقي لهذين العملين. تم توجيه إتهام من أكثر من مصدر الى جمال أحمد الغيطاني بأنه هو الكاتب الفعلي لقصة زبيبة والملك.
سلفه:
أحمد حسن البكررئيس العراق
يوليو 16، 1979 - ابريل 9، 2003خلفه:
غازي مشعل عجيل الياور
تباينت دول الجامعة العربية بموقفها من الحرب، الاردن اعلن رسميا تايده للعراق واعتبر الحرب عدوانا على الامة العربية كما ورد في البيان الاردني،ومثلها فعلت منظمة التحرير الفلسطينية واليمن والسودان وليبيا ، وتحفظت كل من الجزائر وتونس ، وايدت الحرب ك ل من دول الخليج ومصر وسوريا والمغرب.امين الجامعة العربية الشاذلي القليبي اعلن استقالته ساعة بدئ الحشد للحرب على العراق.قام وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر بجمع 34 دولة في ائتلاف ضد العراق وكان 74% من العدد الأجمالي للجنود التي تم حشدهم هم جنود امريكيون ووصل العدد الأجمالي لجنود قوات الائتلاف إلى 660،000 . قامت الولايات المتحدة بعدد من الأجرائات لاستمالة الراي العام في الشارع الأمريكي إلى القبول بفكرة التدخل الأمريكي في مسالة الكويت حيث برزت اصوات معارضة للتدخل في الشارع الأمريكي و احد هذه الأجراءات كانت انشاء منظمة مواطنون للكويت الحرة والتي تم تمويلها باموال كويتية حيث قامت بحملات اعلامية لكسب ود الشارع الأمريكي و العالمي واحد الحملات الدعائية المثيرة للجدل التي قامت بها هذه المنظمة كانت اظهار سيدة على شاشة التلفزيون تصف كيف ان بعض الجنود العراقيين قاموا باخراج الأطفال المرضى من حاضناتهم في احد المستشفيات والقوا بهم على الأرض ليموتوا. بعد سنة واحدة من عرض هذا الشريط تم اكتشاف ان هذه السيدة كانت من افراد العائلة الحاكمة في الكويت وكانت تعيش في باريس اثناء الأجتياح العراقي للكويت.
بدا العراق محولات اعلامية لربط مسالة اجتياح الكويت بقضايا "الأمة العربية" فاعلن العراق ان اي انسحاب من الكويت يجب ان يصاحبه انسحاب سوري من لبنان وانسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان وقد لقيت هذه المقترحات العراقية اذان صاغية من الملك حسين بن طلال ملك الأردن و الملك حسن الثاني ملك المغرب و ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية.
مقاتلات امريكية تحلق فوق حقول النفط التي اضرمت القوات العراقية المنسحبة النيران فيها
في مطلع فجر 16 يناير 1991 اي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت شنت طائرات قوات الائتلاف حملة جوية مكثفة و واسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب و بمعدل 1000 غارة جوية في اليوم. في 17 يناير 1991 قام الرئيس صدام حسين باصدار بيان من على شبكة الأذاعة العراقية معلنا فيها ان "ام المعارك قد بدأت".
استعمل في هذه الحملة الجوية من القنابل ما يسمى بالقنابل الذكيةوالقنابل العنقوديةوصواريخ كروز. قام العراق بالرد على هذه الحملات الجوية بتوجيه 8 صواريخ سكود (أرض أرض) إلى أهداف داخل إسرائيل في 18 يناير 1991 م. كان الهدف الأولي لقوات الائتلاف هو تدمير قوات الدفاع الجوي العراقي لتتمكن بعد ذلك بالقيام بغاراتها بسهولة وقد تم تحقيق هذا الهدف بسرعة وبسهولة حيث تم إسقاط طائرة واحدة فقط من طائرات قوات الائتلاف في الأيام الأولى من الحملة الجوية. كانت معظم الطائرات تنطلق من الأراضي السعودية وحاملات الطائرات الستة المتمركزة في الخليج العربي.
بعد تدمير معظم قوات الدفاع الجوي العراقي اصبحت مراكز الأتصال القيادية الهدف الثاني للغارات الجوية وتم الحاق اضرار كبيرة بمراكز الأتصال مما جعل الأتصال يكاد يكون معدوما بين القيادة العسكرية العراقية و قطعات الجيش. قامت الطائرات الحربية العراقية بطلعات جوية متفرقة ادت إلى اسقاط 38 طائرة ميك (MiGs) عراقية من قبل الدفاعات الجوية لقوات الائتلاف وادرك العراق ان طائراتهاالسوفيتية الصنع ليست بامكانها اختراق الدفاعات الجوية لقوات الائتلاف فقامت بارسال المتبقي من طائراتها إلى ايران و بدأ العراق في 23 يناير 1991 بعملية سكب متعمدة لمايقارب مليون طن من النفط الخام إلى مياه الخليج العربي.
ي 29 يناير 1991 تمكنت وحدات من القوات العراقية من السيطرة على مدينة الخفجي السعودية ولكن قوات الحرس الوطني السعودي بالاضافة إلى قوة قطرية تمكنتا من السيطرة على المدينة، ويرى المحللون العسكريون انه لو كانت القوة العراقية المسيطرة على الخفجي اكبر حجما لادى ذلك إلى تغيير كبير في موازين الحرب اذ كانت مدينة الخفجي ذو اهمية استراتيجية كونها معبرا لحقول النفط الشرقية للسعودية ولم تكن الخفجي محمية بقوة كبيرة الأمر الذي استغله القيادة العسكرية العراقية. وسميت هذه المعركة باسم معركة الخفجي.
التوغل الأمريكي على الأرض
خارطة الحملة البرية
في 22 فبراير 1991 وافق العراق على مقترح سوفيتي بوقف اطلاق النار والأنسحاب من الأراضي الكويتية خلال فترة قدرها 3 اسابيع وعلى ان يتم الأشراف على الأنسحاب من قبل مجلس الأمن. لم توافق الولايات المتحدة على هذا المقترح ولكنها "تعهدت" انها سوف لن تقوم بمهاجمة القطعات العراقية المنسحبة و اعطت مهلة 24 ساعة فقط للقوات العراقية باكمال انسحابها من الكويت بالكامل.
في 24 فبراير 1991 بدأت قوات الائتلاف توغلها في الأراضي الكويتية وبعد 3 ايام تم اعادة السيطرة على الكويت وكانت قوات الائتلاف تلاقي في طريق تقدمها اعداد كبيرة من الجنود العراقيين الذين كانوا منهارين بكل ماتحمل الكلمة من معاني و بدأت وكالات الأنباء تصور مشاهد للجنود الذين قاموا بتسليم انفسهم إلى قوات الأئتلاف وكان معظمهم حفاة، جائعين، منهارين معنويا.
طريق الموت
في 26 فبراير 1991 بدأ الجيش العراقي بالانسحاب بعد ان اضرمت النار في حقول النفط الكويتية وتشكل خط طويل من الدبابات و المدرعات و ناقلات الجنود على طول المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق و الكويت ، بالرغم من تعهد الجانب الأمريكي بعدم استهداف القطعات العراقية في حال انسحبها إلا ان هذا الخط الطويل من القطعات العسكرية العراقية تم قصفها بقساوة شديدة. هذا القصف الشديد الذي اعتبره الكثير غير مبررا لكون الجيش العراقي في حالة انسحاب ادى تدمير ما يزيد عن 1500 عربة عسكرية عراقية وبالرغم من ضخامة عدد الاليات المدمرة الا ان عدد الجنود العراقيين الذين قتلوا على هذا الطريق لم تزد عن 200 قتيل لأن معظمهم تركوا عرباتهم العسكرية ولاذوا بالفرار. سمي هذا الطريق فيما بعد بطريق الموت او ممر الموت.
في 27 فبراير 1991 اعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن " تحرير الكويت" بعد 100 ساعة من الحملة البرية. ومن الجدير بالذكر انه خلال اليومين من 24 فبراير إلى 26 فبراير قامت قوة امريكية-بريطانية-فرنسية مشتركة بشن هجوم على اجنحة الجيش العراقي الذي كان متواجدا في غرب الكويت وقاموا بالتوغل لمسافات بعيدة داخل الأراضي العراقية.
خسائر الحرب
حسب احصاءات قوات الائتلاف فان الخسائر البشرية في صفوفها كانت كالتالي:
الولايات المتحدة (472) ، السعودية (18) ، مصر (10) ، الإمارات العربية المتحدة (3) ، فرنسا (2) ، سوريا (1) ، كويت (1).
اما الخسائر العراقية و استنادا إلى نفس المصدر فكانت 100،000 قتيل و 300،000 جريح. واستنادا لمصادر عراقية فان 2،300 مدنيا لقو حتفهم.
فترة ما بين (1991-2002)
صدام حسين يوم عيد ميلاده الواحد والستين
بقيت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق متوترة بعد حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء). وأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية هجوم صاروخي مستهدفة مركز الإستخبارات العراقية في بغداد في 26 يونيو1993. متذرعة بالخرق المتكرر لمنطقة الحظر الجوي المفروضة بعد حرب الخليج والتوغلات في الأراضي الكويتية. وقد خمّن البعض ان يكون لها علاقة بتهمة إضطلاع العراق بتمويل مخطط لإغتيال رئيس الولايات الأمريكية السابق جورج بوش.
بدا صدام ببيع النفط مقابل الغذاء والدواء لكن هذا لم يكن يشكل سوى 10الى 40% من انتاج العراق الحقيقي فاسطاع العراق اعادة بناء البنى التحتية والجسور (خاصة الجسر المعلة الذي اوقفت امريكا المساعدة التقنية عنه) وهناك اتهامات حاليا باساءة استخدام هذه الاموال من قبل صدام بتواطئ بعض موظفي الامم المتحدة كما اشار تقرير فولكر الدولي. وفي عام 1998م زار العراق رئيس دولة الا وهو رئيس فنزويلا شافيز خارقا القرارات الدولية وايضا قامت الخطوط الجوية الملكية الاردنية باستاناف رحلاتها الى العراق
الغزو الامريكى للعراق
1998 أقر الكونغرس الامريكي مشروع تحرير العراق الذي اتاح الامكانيات المادية والمعنوية (لتحرير العراق) ، تم ذلك في فترة الرئيس الامريكي بيل كلينتون وعندها بدء التحضير (للتحرير) تم صرف المبالغ للقوى العراقية المعارضة في الخارج. ثم تولى سدة الحكم الرئيس الحالي جورج بوش ليبدء عندها عهد جديد تتحول فية السياسة الامريكية من المساعدة المادية والدعم اللوجستي للقوى المعارضة العراقية الى التدخل العسكري المباشر متحالفتاً مع بريطانيا، ضاربتاً عرض الحائط مجلس الامن ومن بعدة الامم المتحدة والعالم اجمع. 2003 تحركة القوات الامريكية البريطانية في سعيها نحو ما تم تسميته (تحرير العرق) ليتم تتويج ذلك في 9 إبريل باسقاط تمثال الرئيس الذي بات مخلوعاً (صدام حسين) -اي بعد ثمانية عشر شهرا من احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)- لتبدء صفحةَ جديدة من تاريخ العراق (العراق تحت الاحتلال الامريكي).
مطاردته والقبض عليه
بقيت أخبار صدام مجهولة في الأسابيع الأولى بعد سقوط النظام وإنتهاء العمليات الرئيسية للحرب. تم التبليغ عن عدّة مشاهدات لصدام بعد الحرب ولكن أيا منها لم يكن مثبتا. سلسلة من التسجيلات الصوتية المنسوبة لصدام تم نشرها في اوقات مختلفة ، ولكن مصداقية هذه التسجيلات لا تزال محط تساؤل.
تم وضع صدام على قمة لائحة المطلوبين، وتم إعتقال العديد من أفراد النظام العراقي السابق، ولكن الجهود الحثيثة للعثور عليه بائت بالفشل. أبناءه وخلفاءه المتوقعون ، عديوقصي صدام حسين ، قتلوا في يوليو 2003 أثناء إشتباك عنيف مع القوات الأمريكية في الموصل.
قام الحاكم المدني في العراق بول بريمر بالإعلان رسميا عن القبض على صدام . تم القبض على صدام بحدود الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت بغداد بتاريخ13 ديسمبر2003 وذلك في مزرعة قرب مدينة الدور قرب تكريت
ظهر صدام بلحية طويلة وشعر غير مرتب بشكل يختلف عن مظهره المعتاد، تم تأكيد شخصه فيما بعد بإستخدام فحص الحمض النووي (DNA).
يمثل إلقاء القبض عليه بتلك الصورة المزرية التي ظهر فيها الضربة الأكبر لمناصريه القوميين و البعثيين .
محاكمته
لم يعترف صدام بشريعة المحكمة في بداية المحاكمة، ورفض ذكر اسمه في بدايتها الا انه خضع للامر الواقع وبدأ في التعاون مع المحكمة. ويدافع عن صدام ، نجيب النعيمي وزير عدل دولة قطر السابق و كلارك وزير عدل الولايات المتحدة السابق.و المحامي العراقي خليل الدليمي و المحامية اللبنانية الشيعية بشرى الخليل و المحامي الأردني عصام الغزاوي .
مؤلفاته
لصدام حسين بعض المؤلفات، منها:
اخرج منها يا ملعون ، الذي أنهاه عشية الحرب الأمريكية على العراق (2003) والذي طبع في الأردن ومنع نشره.
زبيبة والملك (حولت لمسرحية غنائية)
رجال ومدينة.
وبعض الكتاب العراقيين يقولون بأن لجنة قامت بإعداد العملين المذكورين أخيرا (زبيبة والملك ورجال ومدينة) ويشيرون إلى ان صدام ليس الكاتب الحقيقي لهذين العملين. تم توجيه إتهام من أكثر من مصدر الى جمال أحمد الغيطاني بأنه هو الكاتب الفعلي لقصة زبيبة والملك.
سلفه:
أحمد حسن البكررئيس العراق
يوليو 16، 1979 - ابريل 9، 2003خلفه:
غازي مشعل عجيل الياور